كلمات افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب

                افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب
 

كلمة عريف الحفل
الأستاذ الياس كساب

 

بداية نفتتح هذا الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني

-                     حضرة ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد أميل لحود ،

معالي الوزير فوزي صلّوخ

-             حضرة ممثل دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة

           الدكتور عمر حلبلب

-            حضرة ممثل نيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك انطاكية وسائر المشرق

           سيادة المطران سمير مظلوم السامي الاحترام

-            حضرة قدس الاباتي بولس تنوري رئيس عام الرهبنة الانطونية السامي الاحترام

-            أصحاب السعادة والمعالي والسيادة

-            حضرة ممثلي القيادات العسكرية والامنية اللبنانية 

-           حضرة رؤساء وممثلي الهيئات المدنية والثقافية والاقتصادية والنقابية والاعلامية

 

ايها الحضور الكريم ،

حملت القلم ، عشقت الكلمة وأحببت الكتاب

أنا من بلد يهوى العلم يجوب العالم لينشر الثقافة

أنا من بلد خبر الحرب يجوب الارض ليبشر بالسلام

أنا من بلد يتحدّى الصعوبات والمحن

وكطائر الفينيق ينهض من الرماد منتصرا" محلقاً

أومن بالثقافة سلاحا" لمحاربة الجهل

أومن بالكلمة التي تبني فنحارب اليأس

أومن بالقلم الحر حبره الحقيقة فيطمئن وطني

 

    فأهلا بكم في رحاب الحركة الثقافية - أنطلياس في هذه الامسية لننطلق سويا في هذه التظاهرة الثقافية الوطنية السنوية ونفتتح المهرجان اللبناني للكتاب في سنته السادسة والعشرين  .

  

    كلمة أمين المهرجان اللبناني للكتاب الاستاذ جوزف هيدموس

هذه هي الحركة الثقافية انطلياس ، صفحة الكلمة الحرة ، مقر الإقامة الدائم للكتاب ، طريق الثقافة الواسع ومنبر الفكر القويم .

 

    كلمة الحركة الثقافية - انطلياس  يلقيها أمينها العام الزميل الدكتور عصام خليفة  .

 أيها الحضور الكريم ،

الكلمة الاخيرة هي لراعي المهرجان فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد أميل لحود ،

ممثلا بمعالي الوزير فوزي صلّوخ .

 

 

نشكر معالي الوزير فوزي صلّوخ على كلمته وندعوه مع جميع الرسميين والحضور الكريم الى صالة المعرض، القاعة الكبرى لقص الشريط مفتتحا المهرجان اللبناني للكتاب في سنته السادسة والعشرين.

                        افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب

كلمة امين المهرجان اللبناني للكتاب
 الاستاذ جوزف هيدموس
 في افتتاح المهرجان السادس والعشرين
 الجمعة 2 آذار 2007
في الحركة الثقافية - انطلياس

         نرحبُ بكم جميعا،ً في مهرجاننا السادس والعشرين للكتاب، ونقدِرُ وفاءكم، ومحبتكم، وثقتكم الغالية. ونحن من جهتنا نبادلُكم هذه المحبة، ونقوى بوجودِكم معنا، ويكبرُ فينا الاملُ والثقة بنجاح هذا المهرجان، وقيامةِ وطنِنا الحبيب لبنان. هذا الوطن الذي يعاني منذ سنوات، مخاضاً عسيرا،ً سياسيا،ً واقتصاديا،ً واجتماعياً، نتمنى ان يخرجَ منه، لا كما يريدُ اعداءُ لبنان، بل كما يريدُه اللبنانيون مجتمعين، في عامية جديدة، كعامية انطلياس، يحلفون فيها، "كلنا للوطن، للعلى للعلم".

نتمنى ان يجتمعَ اللبنانيون:حولَ حريةِ وسيادة واستقلال وديمومة هذا الوطن،

هاجسُهم مصلحةُ لبنان، دون سائرِ المصالح الشخصية والفئوية،

فارتفاعُ الديون، يرهنُ مصير الوطن،

وقهرُ الشعب واتخامُه بالضرائب، يؤدي الى احدِ امرين: الثورةِ ام الهجرة.

نتمنى أن يجتمعَ اللبنانيون:

معتبرين من تجارب التاريخ، بأن العصبيات على اختلافها والاستقواءَ بالخارج، لا تجلبُ إلا الكوارثَ والفتن،

مؤكدين على مساءلة اي مسؤول، وأنّ لا طائفةً او زعامةً تعفيه،

مؤمنين بأنه مكتوبٌ لهم، أن يعيشوا معاً، متساوين في الحقوق والواجبات، وإلا هلكوا جميعاً، ليس لأجل الوطن، بل لكتابةِ اجلِه.

واثقين أنّ لا بديلَ لهم عن الحوار والاتفاق سبيلاً،

فالعنفُ سيفٌ ذو حدّين، ونتيجتُه خرابٌ ومعاناة .

ايها الحفلُ الكريم

         لقد ادركنا في الحركة الثقافية-انطلياس، صعوبةَ الظروف الحالية، ورغم ذلك، حرصنا على خوض المغامرةِ والتحدي، حيث احجم اخرون؛ ومدّدنا المهرجان ستةَ ايامٍ اضافية، لتصبحَ ايامُه سبعة عشر نريدُها أن تكونَ على صورة لبنان الذي نتمناه. ملتقى لجميع اللبنانيين، على مختلف فئاتهم وطوائفهم وارائهم؛ متكلين على الله، وعلى ثقتنا باصدقائنا، ومحبي الكتاب: مؤلفين وناشرين وقراء. مؤمنين بأن شعبنا يعطي الكتاب اولويةً في حياته، وحتى على لقمة العيش احياناً، وهو سيبقى ابداً من "طالبي العلم ولو في الصين".

          مهرجاننا لهذه السنة، حافلٌ بالنشاطات الثقافية المتنوعة، الموجهةِ لجمهورٍ عريض من مختلف الفئات العمرية، والموزعة على امتداد ساعات النهار؛ لان هاجسَنا الاول هو استقطاب اكبرِ عدد ممكن من الرواد، من ذوي الفضول المعرفي، والشوق الدائم الى اقتناء الكتاب، واثراء مخزونهم الثقافي والعلمي.  

         ختاماً لا يسعنا إلا أنً نشكرَ فخامةَ رئيس الجمهورية اللبنانية، لرعايته هذا المهرجان مرحبين  بمعالي الوزير فوزي صلوخ صديقاً وممثلاً له ، وان نجددَ الاعراب عن امتنانا للرهبنةَ الانطونية ورئيس دير مار الياس-انطلياس لاحتضان حركتنا وانشطتها، كما نحيي بنك عودة لوقوفه معنا منذ سنوات طوال راعياً لمنشوراتنا وحملتنا الاعلامية، ولن انسى ان اشكرَ رئيس واعضاء المجلس البلدي في انطلياس، والاجهزة الامنية على اختلافها، والمشرفين على الوسائل الاعلامية، وجميعَ المشاركين في المعرض وفي النشاطات المرافقة، وكلَّ من ساهم في انجاح هذا المهرجان.

                                                                       

                                                                                    شكراً لحضوركم

                                                                                   عشتم وعاش لبنان

 

كلمة الأمين العام للحركة الثقافية - انطلياس د. عصام خليفة

في حفل افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب (السنة 26) في 2 آذار 2007

 

أيها الحفل الكريم،

منذ انطلاق حركتنا، عام 1978، في مواجهة نظام الحروب المركبة، حرصنا على ممارستنا للعمل الثقافي، تطبيق ميثاقنا الملتزم بقضايا الإنسان والوطن. وسعينا لإعداد إنسان جديد ومجتمع جديد، انسان حرّ، واعٍ وصامد ومثقف ومسالم. إنسان أصيل مرتبط بأرضه وتراثه، وعارف بحضارتها وبقيمها، تواق للترقي ولمستقبل أفضل، في وطن لبناني موحد مستقل، ديمقراطي علماني منفتح على محيطه العربي ومتفاعل معه ومع العالم، في إطار السيادة الوطنية المطلقة.

في ضوء هذا الميثاق، عقدنا عشرات المؤتمرات الوطنية، ومئات الندوات، وأصدرنا مئات البيانات إما منفردين وإما بالتعاون مع هيئات ثقافية أخرى. قدمنا المذكرات إلى المراجع الداخلية  والعربية والدولية دفاعاً عن حدود الوطن وعن مصالحه العليا في مواجهة الأطماع المعلنة والمستترة، بأرضه واقتصاده ومياهه وإنسانه. طبعنا الملفات والكتب والدراسات التي تناولت كل قضايانا الكبرى وشرّعنا منبرنا للأفكار الحرّة والواعية والساعية لبناء لبنان الوطن العاصي على التصدّع.

تحركنا مع كل قوى المجتمع المدني دفاعاً عن الاستقلال والسيادة وقضايا الجامعة والمدرسة وكل القضايا المحقة. كما وقفنا مع أهلنا في الجنوب ضد كل الاعتداءات الإسرائيلية، ولا سيما العدوان الهمجي الأخير في الصيف الماضي.

وها نحن في هذه السنة السادسة والعشرين، ننظم المهرجان اللبناني للكتاب مساحة للحوار في كنف نعمة العقل والثقافة في رحاب هذا الدير التاريخي، دير مار الياس - انطلياس وبتشجيع دؤوب من الرهبنة الانطونية الكريمة برئاسة قدس الأباتي بولس التنوري، وبخاصة من فعاليات بلدة انطلياس وفي طليعتها رئيس واعضاء البلدية. ويقيننا الدائم أنه لا يتأمن حق كل إنسان في الثقافة ما لم تراعَ الحرية الثقافية. وانه لا تنمية أصيلة الا في إطار نظام اجتماعي وسياسي يراعي الحريات ويشجعها ويدافع عنها بمشاركة الجميع. فالعنف والحرب والتعذيب والإرهاب والمعتقلات وعسكرة السياسة والتسلّح شكلت ولا تزال رفضاً لثقافة السلام، وهي نقيض لقيم الحق والحرية والعدالة والمحبة التي هي أسس ثقافة السلام التي لا تتبدّل.

لقد دافعت حركتنا باستمرار عن المعرفة كعماد للتنمية، وخاصة مع التحولات التكنولوجية غير المسبوقة. وشددت دائماً على استيعاب المعرفة واكتسابها ونشرها.

واعتبرت حركتنا ان الثقافة والقيم هما روح التنمية فهما توفّران - كما ورد في تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002 - زخماً لها وتيّسران الوسائل اللازمة لتعزيزها، وتحددان تصور الناس لأغراضها وغاياتها. إضافة الى ذلك فإنهما تساعدان على تشكيل امال الناس ومخاوفهم وطموحاتهم ومواقفهم وأفعالهم اليومية. وتشكلان مُثُل الناس وتلهمان أحلامهم في حياة لائقة لهم ولأجيالهم القادمة.

واذا كان يتعين ان يكون الناس هم محور التنمية، فلا بد ان يكون لمشاركة الناس الدور الرئيسي في تطورها. وحركتنا الثقافية، من خلال تركيزها على البعد الثقافي والمعرفي كأساس للتنمية، أكدت باستمرار على أهمية هذين العاملين في تحسين الاقتصاد والإنتاج. وان قلة الثقافة والمعرفة، وركود تطورهما، يحكمان على البلدان التي تعانيهما بضعف القدرة الإنتاجية وتضاؤل فرص التنمية. حتى ان فجوة المعرفة، وليس فجوة الدخل، أصبحت تُعدّ المحدّد الرئيس لمقدرات الدول والشعوب في عالم اليوم.

في مهرجاننا هذه السنة سنكرّم سبعة من أعلام الثقافة في لبنان نذروا حياتهم لخدمة المعرفة والثقافة ولتأمين قاعدة الحياة المادية (أي الغذاء) للإنسان في لبنان وفي العالم.

في 4 آذار يوم الدكتور ادوار صوما الذي تسلم ادارة منظمة الأغذية والزراعة الدولية في الأمم المتحدة (الفاو) لثلاث دورات (18 سنة) وكان محط احترام العالم للانجازات الكبرى التي حققها في مواجهة المجاعة والفقر. وللمواثيق التي رعى صدورها (الفلاح، الأمن الغذائي، التربة، الإصلاح الزراعي والتنمية الريفية، الصيد البحري وغيرها) وكان هذا الكبير مخلصاً لشعب لبنان باستمرار قبل تسلمه مسؤولية الفاو واثناءَها وبعدها. هاجسه خدمة الإنسان والوطن. لقد كان ريادياً كبيراً ولم يكن موظفاً. كان جريئاً في قول الحق حيث كان يصمت الآخرون.

وفي 6 آذار يوم الدكتور احمد بيضون الذي أنجز الأبحاث المعمّقة في الواقع الاجتماعي والسياسي اللبناني وفي تاريخ لبنان الحديث والمعاصر. وكان صاحب رأي وموقف مميز في شجاعته وكان الأكاديمي الذي خدم الجامعة اللبنانية وطلابها باخلاص ومستوى علمي مرموق.

وفي 10 آذار يوم المربي الأستاذ جوزف ابو رزق الذي رافق الحركة الفنية اللبنانية وكان من كبار مشجعيها من خلال موقعه كمسؤول في مصلحة الشؤون الثقافية التابعة لوزارة التربية الوطنية، او من خلال مساعدته للأدباء والباحثين والفنانين على الصعد كافة، وكذلك إشرافه على التبادل الثقافي مع الدول العربية والأجنبية. ودوره المميز كمؤلف في الفلسفة وفي لجان تعديل مناهج الفلسفة وأسس التصحيح في الامتحانات الرسمية.

وفي 12 آذار يوم جميل ملاعب الفنان العامل بعمق ومثابرة لاغناء تراثنا الجمالي. والأكاديمي الساهر على تخريج الأجيال المتعاقبة من قسم الرسم في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية.

وفي 13 آذار يوم المهندس في علوم الزراعة الدكتور مالك بصبوص، مؤسس ورئيس المشروع الأخضر بين العامين 1965 - 1985، والأستاذ الأكاديمي والمشارك في المؤسسات والمؤتمرات الدولية، الإنسان الكبير الذي كان دائماً يعمل لرفاه المجتمع اللبناني وبخاصة المزارعين من أبناء الريف.

وفي 15 آذار يوم البروفسّور وفيق سنو الأستاذ الجامعي، وطبيب العيون اللامع الذي أصبح مرجعاً ومحجة في حقل اختصاصه.

وفي 17 آذار يوم العلاّمة الأب سمير خليل سليل التراث الحضاري لوادي النيل ومؤسس مركز الأبحاث في الجامعة اليسوعية والباحث المتبحر في تاريخ الأديان الشرقية، ومحقق أكبر قدر من المخطوطات في التراث المسيحي العَربي منذ العصر العباسي. هو الأستاذ المتخصص الذي تستعين به جامعات الغرب الكبرى لتدريس طلابها. انه باختصار استمرار لتقاليد الآباء اليسوعيين العريقة في نهضة الثقافة اللبنانية والعربية والإنسانية .

هؤلاء الأعلام الذين تكرمهم الحركة الثقافية - انطلياس في إطار المهرجان اللبناني للكتاب لهذا العام هم الرعيل الثاني والعشرون. هم الذين، مع نخبة طليعية مرموقة، أعطوا للوطن وزنه المحترم على الصعيدين العربي والدولي. وفي زمن التحولات الكبرى، كم يبدو ملحّاً العودة إلى ما تركوه من مواقف وأبحاث ودراسات ومناقبية في الخدمة العامة. فعلى مثل هذه القيم يصمد الوطن ويواجه الأخطار كافة.

على صعيد آخر، في مهرجاننا ندوات ولقاءات قبل الظهر وبعده. ففي فترة قبل الظهر، نشاطات للطلاب والشباب، تتمحور حول ثلاثة امور:

-       شؤون البيئة والغذاء.

-       حب المطالعة والمعرفة.

-       احترام الفكر النقدي والمنهج العلمي حيث يأتي خصيصاً للمشاركة في هذا النشاط احد مسؤولي متحف العلوم في باريس جيرار فنسان  (Gérard Vincent).

وندوات بعد الظهر غنية بمناقشة بعض المؤلفات الجديدة المتنوعة في اختصاصاتها، وفيها وفاء لكبار في مجالات التربية في يوم المعلّم 9 آذار (تكريم الرئيسة دانييلاّ حرّوق وهشام نشابه) وقضايا المرأة  في يوم المرأة 8 آذار (تكريم العاملة في المجال الاجتماعي السيدة حسانة الداعوق والمناضلة عن حقوق المرأة السيدة ليندا مطر) ويشارك في الندوات نخبة من الاختصاصيين والأكاديميين ونختم المهرجان بحفلة موسيقية تنظمها الفرقة الموسيقية للجامعة الانطونية برئاسة الصديق د. نداء ابو مراد.

        ثم هناك توقيع المؤلّفين لإصداراتهم الجديدة في مختلف حقول المعرفة على امتداد ايام المعرض، واللوحات الخاصة لزميلينا الفقيدين الأستاذ مسعود الخوند والدكتور منذر داغر، والأصدقاء المثقفين الراحلين د. حسن قبيسي وعبده الحلو. وتحية لأصدقاء الكتاب والثقافة الملتزمة الذين رحلوا منذ ايام د. ايليا حريق والأديبة مي غصوب والإعلامي جوزف سماحة. وكما في كل عام، ستوزع الحركة مجاناً أربعة كتب على زائري المعرض:

-       كتاب المهرجان (432 صفحة) باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، وفيه نشاط الحركة خلال العام المنصرم.

-       كتاب أعمال المؤتمر الوطني الذي عقدته الحركة بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت في 13 كانون الثاني الماضي عن "القرار 1701 : تحديات وآفاق" (220 صفحة).

-       كتيب (64 صفحة) حول العلامة الأب يوحنا قمير الذي رحل منذ أشهر تاركاً عمارة استثنائية في الفلسفة واللاهوت والترجمة والأبحاث المتنوعة.

-       كتاب أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي (الرعيل 22)  (112 صفحة).

أيها الحفل الكريم،

في زمن التحولات والتغيير ليس فقط داخل الوضع اللبناني، وانما أيضاً على مستوى الشرق الأوسط الكبير والأوسط والصغير، يبدو الإنسان اللبناني والعربي، وكذلك الحكومات والدول والمجتمعات، أمام احتمالين بل خيارين لا ثالث لهما.

إما الاتجاه إلى الانهيار والتخلف من خلال تفاقم مشاكل الفقر والعوز والفساد والفوضى والجهل والصراعات الداخلية والتبعية والاستسلام لسيطرة القوى الخارجية.

واما الالتزام بنهج النهوض من خلال التنمية الإنسانية على قاعدة الاستقلال والعدالة والمعرفة والحرية وحقوق الإنسان، وقيام الحكم الصالح الذي يعتمد هذه القيم الكبرى كونها في الوقت ذاته غايات ووسائل.

ونحن في الحركة الثقافية - انطلياس، من خلال ميثاقنا الأساسي ومن خلال نشاطاتنا الثقافية، وبخاصة من خلال مشاركتنا وقراءَتنا لتوصيات المجمع الماروني الذي صدرت أعماله منذ أشهر، منحازون بقوة للخيار الثاني.

أيها الحفل الكريم،

يجدر بنا ان نذكّر ببعض المنطلقات التي أكدها المجمع الماروني، وقد كان لنا شخصياً شرف المساهمة في صياغة بعض تقاريره وتوصياته. وما يحملنا على هذا التذكير ما يكتنف الوسط المسيحي خصوصاً واللبناني عموماً من خلل خطير في الممارسة السياسية في الظروف الراهنة. من جملة ما أكد عليه المجمع، في المجال السياسي، الأمور التالية:

1-    السياسة هي خدمة من اجل الخير العام([1]).

2-    والسياسة هي نضال متواصل لإيجاد الحلول لمشاكل المجتمع ولتأمين حق الإنسان في الحرية والعدالة والسلام والعيش الكريم... هي الاهتمام بالآخرين، والالتفات إليهم، والاستماع إلى مشاكلهم، ومساعدتهم، واحترامهم ومحبتهم([2]).

3-   يدعو المجمع الى تجديد القيادات السياسية ومحاسبتها. فيتم اختيار ممثلين يتمتعون بالمصداقية والشفافية والاستقامة المسلكية والشجاعة الفكرية، قادرين على تقديم المصلحة العامة على مصالحهم الفردية والفئوية، ممثلين يتحلون بروح الخدمة والتضحية، ولديهم سعة الاطلاع في التشريع والقدرة على الابتكار والتجدد وتحسس مشاكل العصر، ويعملون بروح السلام والحوار والاعتراف بالآخر، قادرين على التسوية من دون المساومة على المبادئ، ويدافعون بحزم عن حقوق الإنسان وكرامته، ويحاربون الفساد، ويفون بوعودهم ويؤمنون بالديمقراطية والتعددية والحريات( 3).

4-    دعا المجمع إلى تعزيز ثقافة الديمقراطية، ومفهوم المواطنة الحقة، وإعطاء الأولوية للنقاش بدل التناحر، وان الحقيقة جزء من تفكير الآخر، وتغليب المنطق على الغرائز والانفعالات الآنية، والابتعاد عن العنف والكذب في السلوك اليومي.

5-    يضيف المجمع أنَّ لبنان الذي يجب الدفاع عنه هو تجسيد لقيم الحرية بكامل أبعادها الروحية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وقيم العيش المشترك الكريم بين أبناء ديانتين كبيرتين في العالم، هما المسيحية والإسلام، وسلوك سبيل الآخر مهما كانت صعبة إذ أنها تقضي بالخروج من الذات (4).

6-    ويقول المجمع ان مصيراً واحداً يربط المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة - كما جاء في الإرشاد الرسولي "رجاء من اجل لبنان" - وهم مدعوون لكي يبنوا معاً مستقبل عيش مشترك وتعاون، يهدف الى تطوير شعوبنا إنسانياً وأخلاقياً.

7-   ان المجتمع، الذي يدعو المجمع لقيامه، هو مجتمع تكون مؤسساته والعلاقات فيه منظمة وفاعلة في خدمة الإنسان، مجتمع يتألف من أشخاص أحرار متساوين ومسؤولين. في هذا المجتمع يسود التضامن وتتأمن العدالة وتكافؤ الفرص والترقي المرتكز على النمو الاقتصادي والاجتماعي. في هذا المجتمع لكل مواطن الحق في السكن، وفي العمل، والصحة والطبابة، والحق في التعليم والثقافة(5).

8-    يدين المجمع أيضاً الممارسات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت الى تفشي الفساد وسوء الاخلاق، وتركّز الثروات الهائل في ايدي عدد محدود من المواطنين، استكمالاً لما كان قد حصل خلال الحرب من اعمال نهب وجمع ثروات بطرق غير شرعية.

واذ يشير المجمع الى ان النظام الضريبي اللبناني هو من اشد الأنظمة الضريبية هشاشة في العالم حيث تقع اعباءَه على الفئات المحدودة الدخل بسبب ارتكازه على الضرائب غير المباشرة وبسبب تهرب جزء كبير بين الفئات الميسورة من دفع القليل الذي يترتب عليها من ضرائب مباشرة.

وعليه فلا بد من موقف صريح يطالب بوجوب تعديل النظام الضريبي في لبنان، وضرورة قبول الفئات الميسورة دفع ما يتوجب عليها من ضريبة على المداخيل، مهما كانت مصادرها، على ان تقوم الدولة اللبنانية بمحاربة الفساد الكبير في الدوائر الحكومية التي، من خلالها، يتم التهرب من دفع الضريبة(6)

 

أيها الحفل الكريم،

في مواجهة الأحداث المصيرية التي يعيشها مجتمعنا واخطار اندلاع العنف والفوضى التي تهدد شعبنا من جديد، قامت الحركة الثقافية، بالتعاون مع عدد كبير من هيئات المجتمع المدني، بالاعتصام أمام المتحف الوطني في بيروت، وبعقد مؤتمر صحفي في نقابة الصحافة وباطلاق نداءات وبيانات متلاحقة داعية الى الالتزام بجملة مسلّمات، لا تعيد لبنان الى كنف الوصاية وتؤمِّن الدولة العادلة وليس الدولة - الشركة، وتشدد على رفض العنف والدفاع عن السلم الأهلي والاستقلال.

 

ومن المسلمات التي أكدت عليها حركتنا مع باقي هيئات المجتمع المدني:

‌أ-          رفض منطق قسمة الناس بين اعداء واتباع. واعتبار هذا المنطق من مخلفات الحرب التي يرفضها اللبنانيون، وإعطاء الأولوية للوحدة الوطنية على أي شعار آخر.

‌ب-     التأكيد على استقلال الدولة اللبنانية وسيادتها وحرية قرارها ضمن حدودها المعترف بها دولياً (رفض أي تعديل لخط بوله - نيوكومب مع إسرائيل، وتأكيد ترسيم كامل الحدود مع سوريا).

‌ج-      الاحترام الكامل للمواثيق الوطنية التي ترسخت عليها هذه الدولة، (ميثاق 1938، وميثاق 1943) وآخرها اتفاق الطائف 1989.

‌د-        احترام وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان وآخرها القرار 1701، والتعاون التام بين القوات الدولية والجيش اللبناني.

‌ه-          اعتبار الحوار ضمن المؤسسات اللبنانية، وفي طليعتها مجلس النواب، الاطارَ الوحيد الذي يحول دون دخول لبنان في متاهات العنف والفوضى والاقتتال الداخلي.

‌و-        احتكار الدولة وحدها للسلاح، وايجاد خطة دفاعية يندمج ضمنها كل المدافعين الشجعان عن استقلال وسيادة لبنان الوطن (يمكن التذكير بقانون انصار الجيش الذي صدر عام 1974).

‌ز-        تقوية القطاع الانتاجي في الاقتصاد اللبناني (الصناعة والزراعة) وعدم تحميل الدين العام وفوائده للفقراء، من خلال ضرائب غير مباشرة، وانما تحقيق الإنماء وإعادة الاعمار على قاعدة العدالة الاجتماعية والضريبة التصاعدية.

‌ح-       إِبعاد لبنان عن المحاور الاقليمية والدولية بحيث لا يكون مقراً او ممراً للقوى الساعية للهيمنة على المنطقة. وبالمقابل احترام الخصوصية اللبنانية واحجام سوريا عن طموحاتها بإعادة وصايتها وسيطرتها على لبنان واحترامها للقرارات الدولية بما فيها المحكمة ذات الطابع الدولي وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة واحترام ميثاق جامعة الدول العربية والتأكيد على العلاقات الممتازة مع الجارة الأقرب سوريا.

‌ط-       إجبار إسرائيل على الانسحاب من كل الأراضي اللبنانية (بما فيها الجزء اللبناني من الغجر ومزارع شبعا وقرية النخيلة وتلال كفرشوبا)، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، ومنع اسرائيل من تحليق طيرانها فوق الأجواء اللبنانية. والإقلاع عن أطماعها بالأرض والمياه والإقرار بحل عادل للقضية الفلسطينية على قاعدة القرارات الدولية.

‌ي-      قيام سلام شامل في المنطقة على قاعدة القرارات الدولية، بحيث يحافظ لبنان في مرحلة السلام على حقوقه وسيادته ومصالحه كدولة مؤسسة للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية، ورفض كل سلام يتم على حساب مصالحه التاريخية.

أيها الحفل الكريم،

نرحب بكم في رحاب المهرجان اللبناني للكتاب السادس والعشرين ونؤكد عزمنا على الوقوف في مواجهة الفتن وكل أشكال العنف بين أبناء الشعب اللبناني. وكما تحركنا ضد نظام الحرب بين عامي 1975 و 1990 سنستمر متشبثين بالفكر النقدي المستقل في مواجهة كل محاولات جرّ شعبنا إلى مغامرات العنف المعروفة النتائج، ونكرِّر شكرنا العميق لكل الذين أسهموا بجهد مضنٍ وصامت في تنظيم هذا المهرجان، وفي تأمين كل شروط نجاحه، الذي هو بشائر أمل بنهضة وطننا وصون منعته أمام كل التحدِّيات، وطن الثقافة الحرَّة ووطن الرسالة الحضارية التي هي وجهه الحقيقي والدائم.

 

                                             أمين عام الحركة الثقافية - انطلياس
                                                       د. عصام خليفة

 
كلمة ممثل فخامة رئيس الجمهورية معالي الوزير فوزي صلّوخ

 

في يوم المهرجان ، يهوي إليكم الطموح.

وترغب الكلمات بالحضور تحت مدارك أسماعكم.

وفي يوم الذكرى تنتخي القلوب طيباً، ووداداً، لتقول لكم طبتم، وسلمتم وكل عام وانتم بخير.

يا بناة الحرف، وصنّاع المعاني

يا أصحاب الأفندة التي يصدر عنها الكلم الطيب.

يا سلالة الفكر في عصمة الوجدان

ونباهة الضمير، في دوحة الرجاء.

اليكم ينتدبني مشرفاً فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود

لأنقل اليكم تحياته، وأمنياته بدوام نجاحكم وعطائكم.

ولبنان، ايها السيدات، أيها السادة، بلد العطاء، ولأنه ذلك، كانت المشيئة ان ينبت الجمال وينبت الرجال.

ورجال الجمال، ينزعون الى الله بعرفانية التوحيد، وتمجيد الخالق على لطف الخلق وكمال الصنعة. كما ينزعون الى مباهج الحياة بما فيها، فإما تشغلهم نفوسهم الزكية بمكارم الشخوص، فيبدعون ويخلقون، من طيب الأرواح، أطيب المعاني، فيصنعون الأمجاد وينشئون العماد بعمارة البلاد، فيتوارث الأولاد، محاسن الآباء ومكارم الأجداد.

وإما تأخذهم زينة الحياة الى سحر مفاتنها، فتبهرهم بجلبابها حتى يلجوا لبابها فيعيشوا فرح عطاءاتها من دون الالتفات الى ضرورات تكامل اجتماعها بتعاطف أبنائها.

او يعيشوا ليعيثوا، وهنا، هنا، تقع المهمة الكبرى على ذوي النقائب من صفوة الناس، ونخبة المجتمع، البنائين، العارفين. ليحفظوا ما استودعهم الله من أمانات الوجود ويرعوا الحقوق بمواثيق الإنسانية الكاملة.

فالإنسان هو، هو انسان كل الشخوص، وتمايز الأشخاص، يتناوبون العمارة، والإنشاء، ويهذبون ما استغلظ من تخالط الحاجات وتداخل الأهواء.

فالكلمة هي الزرع الصالح الذي تنتقيه عقولنا، وترعاه افئدتنا.

فعلينا ان نتخير له افضل الأماكن لينتح خير النتاج، ليكون أصدق جنى، وخير قوت يتغذاه المحبون.

فإلى أمثالكم، ايها السيدات، أيها السادة،

ينظر الوطن وأهله، وبخاصة الى هذه الدوحة من الأرض، التي كانت منذ زمن ليس ببعيد جذوة إصلاح وتغيير، فاشتعلت واضطرمت، ومن ثم أضاءت واقتبس منها كل لبناني قبسا، بدد به ظلامه، وتمثلها المصلحون، فكانت نبراس تغيير وتعمير.

ونحن، ولئن تبدّى عسر تلاقينا من منتدياتنا السياسية والإصلاحية فإلى أمثالكم يرتهن اللبيب ويتشوف الأديب.

فليكن مهرجانكم هذا، في ذكراه السادسة والعشرين، يوم انطلاق الأمل بتلاقي الأحبة وإنقاذ لبنان.

وأختم كلامي، بشكري وامتناني، مؤكداً ومكرراً لفخامة الرئيس الذي اصطفاني بالتشرفين، تمثيله والحضور معكم.

ودعائي لكم بدوام النجاح والعطاء والسلام.

عاشت الحركة الثقافية

عشتم وعاش لبنان.