(ملخّص شهادة الدكتورة وفاء شعبان، مئوية رئيف خوري، الأونسكو في 2013/11/2)
رئيف خوري: فكرٌ يوَلّف المختلفات!
ينطلق المقال من فكرة أنّ العودة إلى رئيف خوري يجب أن تكونَ من منظور الحاضر، بهدفٍ راهنٍ من أجل الإضاءة على مشكلاته. وهذا ينطبق على كلّ مفكّر مَضى، من أجل ألّا تكونَ إعادةُ قراءته مجرّدَ تكرار، إنّما للاستفادةِ ليس من الحلول التي قدَّمها، ولكن من طريقة تفكيره ومن الأدوات الفكرية التي استعملها.
وتأتي فكرةُ التَّوليف عند رئيف خوري ذاتَ طابع مركزي لافت. وهي قدرةٌ لديه مكّنته من قراءة بيئته وفهمها، بطريقة يمكن الاستعانةُ بها اليوم، لفهم واقعنا. إنّ كلّ أَنماط الكتابة التي مارسها رئيف خوري، من أدبٍ ونقدٍ وشعرٍ وفكرٍ وصحافةٍ، والمواقفَ التي اتّخذها في السِّياسة والاجتماع والثقافة، بالرُّغم من تنوّعها، ليست متنافرة أو متراكمة. جميعُها متآلفة. وكلٌّ منها قد يُضيءُ على جانب ما من الحقيقة.
جمَع رئيف خوري بين الالتزام والحرّية. وحَفزته مختلفُ أَشكال انتمائه (فرديتُه ولبنانيتُه وعروبتُه وأمميتُه) للعمل على إِصلاحها. ولم يُسقط انتماؤه هذا، سواء كان فردياً أم وطنياً أم قومياً، تأييدَهُ للصِّراع الطَّبقي. وهذا بدوره، لم يجعله يتخلّى عن دفاعه عن الدّيمقراطية.
وهذه الطّريقة ليست غريبة لأنّها توضِحُ ماهيةَ الإنسان والتي يتَطابق فكرُه معها. ولأنه لامس هذه الماهية فإنَّ لقراءته جدوى محتَّمة، في زماننا.
(ملخّص شهادة الدكتورة وفاء شعبان، مئوية رئيف خوري، الأونسكو في 2013/11/2)