جوزف أبي ضاهر وقّع 'قبل ما يفلّ الزهر'

لا تقلق! فالزهر ينبت بين أجمام الشوك ولا يبالي باشواكها، بين النفايات ولا يهتم لنتنها وروائحها، بين شقوق الصخر، تكفيه حبة رمل تمسك ساقه حتى لا يلتوي.

الزهر، ايها الشاعر، يحتفظ بالشمس ضوءا حتى لا تعم الظلمة على الليل. على طرف كل اصبع زهرة مكتوبة تسابق القلم في سيرها معك، انت العالم بان البشرية هلاك إن لم تتعرف على زهرة.

الحركة الثقافية انطلياس احاطت الشاعر جوزف ابي ضاهر وديوانه الجديد "قبل ما يفلّ الزهر" بشعراء يتقنون استخراج العطر من روح الزهر، متعالين فوق نفايات الارض ليبقى الرحيق آسراً، متألقاً، جاؤوا ليطمئنوا الشاعر بان الزهر لن "يفلّ". وما دام هناك شاعر حي على هذه الارض فالزهر بألف خير.

عرّيفة الندوة ندى عيد استهلت اللقاء بكلمة باللغة العامية تماشيا مع شعر جوزف ابي ضاهر الذي يقول عنه انه لغة الحياة.

"قبل ما يفلّ الزهر" وكيف بدو يفل وجوزف ابي ضاهر عمّرلو جنينة قصايد مسوّرة بالكلمة المقطوفة قطف والصورة الرمزية اللي بتلمع مثل البرق. بلغة القلب كتبها ولغة الحب، لغة العفوية قدمها جوزف ابي ضاهر مثل قنينة عطر بكتاب ازرق بلون المدى...

ابي حبيب

ثم القى امين الشؤون الداخلية في الحركة الثقافية انطلياس حنا ابي حبيب كلمة قال فيها عن الديوان: "ديوان يهجم عليك دفعة واحدة، تظن انك قادر على اخذه بيُسر، فيفلت منك، يغويك بسحر حروفه وغنج كلماته، ولكن حذار ان تمس شرف العطر الطالع منه، تنشقه ولا تحاولن حصره في وعاء، فعبقه اوسع من ان يملأ في الخوابي، او ان يعطّر به وجه الضياء: اقول سهل عليك ان تدخل الى عالم "قبل ما يفل الزهر" وصعب عليك ان تفلت منه، يحاصرك كما الحب، فلا تقوى على مفارقته، فأنت في حضرته وبين قصائده كالداخل الى جنة متنوعة الازاهير، لاول مرة، تفلش امامك جواهر ما كنت تحلم بان تراها، فتحار في ايها تختار(...)".

زغيب

تلاه الشاعر هنري زغيب، وقال عن المحتفى به:

"في سيرتي الذاتية، هو يحتل ضوءا بهيا آتيا من الشعر، ورفقة عمر هي بين الاغلى في نسيج العمر. جوزف ابي ضاهر، اخي غير الشقيق ورب اخ نتتوأم معه، اقرب الينا ولنا وفينا من شقيق. وانا من زمان تتوأمت مع جوزف، منذ المطالع الاولى، منذ القدرات الصغيرة والاحلام الكبيرة.

ويكون ان اقف اليوم بينكم اتحدث عن جديد عليكم ليس جديدا علي. أهي المرة الاولى اتحدث في كتاب له؟ يقينا لا، ولن تكون الاخيرة. الصديق الصديق، يقال فيه الكثير فلا يتغير سوى الاسلوب، ولا يتبدل سوى المكان وبعض الزمان.

كيف لي ان اتحدث عن كتاب له يضم باقة شعر، وكل قصيدة منه تأتي الي قبل مثولها للطبع، وكل كتاب لي يهرع اليه قبل ان يكتشف طريقة المطبعة؟

جديدة اليوم، "قبل ما يفلّ الزهر"، يأتي من مكان جديد، من مكان آخر، من فجر مغاير لغد مفاجئ. لا هو في الغزل (على عادة شاعرنا في امتشاق الغزل قمرا للقيم والنبالة)، ولا هو في المألوف مما يخطر في بال".

العبدالله

اما الشاعر عصام العبدالله، فقال في مداخلته:

"وهذا شاعر عنيد. يدير ظهره للمدينة ويرمي كلامه على الجبل. يرمي كلامه على البستان ويهتم بالفصول. ويقع في التباس شديد بين النساء والتفاح، بين السرير وسكان السرير.

بالعربية الفصحى وباختصار مبين يركب القصيدة القصيرة ويسيجها بالزعفران البري. وبالمحكية الاليفة يشتغل النهر والسماء والشجر وكل ما هب ودب في دروب المخيلة النشطة التي تذهب سريعا ومباشرة لتستخرج لؤلؤة القول من النثر الكثير".

أبي ضاهر

والكلمة الاخيرة القاها الشاعر جوزف ابي ضاهر الذي قال باللهجة العامية:

"لوين بدو يفلّ الزهر؟ ما الزهــــره هيي الكلمة"، والكلمة اول القصيدة، والقصيــدة اول علامه من علامـــات الــولاده اللــي بتــجــي مــن بعــدا المواســم، ما بتعــود الكتب تساع ولاد وعصافيــر ونايات قصب، وضحكات فلاحين راجعين من التعب. وكل فلاح كفّو بيدر.

ساعتا، وحدو العقل بيقول لـ القلب وسع مطرح للزهر. الزهر متل الحب، بيكبر عَ مهل، بيعيش جواتنا، بيصير التفاحة الممنوعه عند البيخافو انن يخطو، انو توقاع الخطيه فين".

وبعد الندوة، وقع أبي ضاهر ديوانه من وحي ازهاره.