انطلياس 202010/30

رقم الصادر 43/7

 

تحية الى الدكتورة تراز الدويهي حاتم

       

        مع غياب الزميلة والرفيقة تراز تخسر الحركة الثقافية – انطلياس ركناً اساسياً شكّل، على امتداد السنوات، روح المبادرة والاقدام ودينامية الاستقطاب والتنظيم وحمية اهدنية زرعت حب الثقافة والمعرفة ليس فقط في الندوات والمؤتمرات والمهرجانات التي نظمتها الحركة على امتداد السنوات، وانما ايضاً كانت العقل الذي سهر على نشر الكتاب والثقافة في أوساط طلبة المدارس على امتداد ساحة الوطن.

        كانت تراز كتلة من الصدق والشفافية والصراحة والشجاعة والعمل المستمر. كانت الحاملة الدائمة لهموم الوطن والمواطن، وكانت المحرك الذي لا يهدأ في التحريض على قيام المثقف بواجبه دفاعاً عن قيم العدالة والاستقلال والحريات العامة.

        كانت في اغلب اجتماعات الحركة، تطرح القضايا الكبرى وتحرّض على شجاعة التصدي لها دون خوف او دجل وعلى التجديد في الاستقطاب والفعالية. وكانت تطرح القضايا التنظيمية لتحسين أداء الحركة على الأصعدة كافة. في عملها الأكاديمي والنقابي في الجامعة اللبنانية ما توانت يوماً عن المشاركة في كل نشاط او تحرك محق مع حضور لافت في الجمعيات العامة للأساتذة.

        وكانت تراز تفتخر بأصولها الاهدنية، متعمقة في تراث هذه البلدة العريقة، متفاعلة دائماً مع نخبها الدينية والثقافية والاجتماعية.

        وعلى المقلب الآخر كانت حريصة على مشاركة الثقافة الفرنكوفونية في نشاطاتنا المختلفة. وفي الحقيقة لعبت الدور التنسيقي بين الحركة وبين المؤسسات الفرنكوفونية المهتمة بالتربية والتعليم والكتاب المدرسي وشؤون التلامذة وشجونهم وقضايا الثقافة والتراث والابداع.

        وفي بلدة فتري الوادعة على ضفاف وادي ادونيس سهرت تراز على تربية عائلة نموذجية في اخلاقها وعلمها ووطنيتها ومحبتها للأرض والعلم، وذلك بالتعاون مع المربي المرحوم زوجها مجيد حاتم. وقد عكس منزلها في اناقته وجمال ازهاره روحها الطيبة.

واستمرت تراز وثيقة العلاقة مع عائلتها في اهدن تتفاعل مع اشقاء طليعيين في ثقافتهم وإبداعهم الفكري والادبي وعمق تجاربهم الإنسانية، وتنهل من الوالدة التي تخطى عمرها المئة عام بالحكمة وتجارب الحياة الغنية.

أيتها العزيزة تراز،

لقد بكّرتِ كثيراً بالرحيل، وقد خطفك منا هذا الوباء الملعون، ولكن ثقي ان عائلتك ورفاقك ورفيقاتك سيبقون مخلصين لصداقتك، وستبقين بالنسبة اليهم رمز الوفاء والصدق والوطنية والاندفاع في خدمة العلم والثقافة.

 

                                                        الأمين العام للحركة الثقافية – انطلياس

                                                                  د. عصام خليفة