أقامت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" ندوة حول  كتاب الدكتور طانيوس نجيم "Le Patriarche Douaihy maître de pensée et de vie" ("المطران الدويهي معلّم فكر وحياة") شارك فيها المطران منجد الهاشم، والدكتور الياس القطار، والدكتور أنطوان الحكيّم، وأدارها الدكتور أنطوان ضومط.

     بدايةً رحّب مدير الندوة  الدكتور "أنطوان ضومط" بالمشاركين وأشار إلى أنّ التّأريخ اللبناني سلك منحى آخر مع البطريرك اسطفان الدويهي، ما دفع الدكتور أنطوان ضومط إلى القول: «إذا كان القديس مارون أبا الطائفة المارونية، فإنّ البطريرك اسطفان الدويهي هو أبو التاريخ الماروني». وقد نظر المطران الدويهي إلى المورارنة ليس كطائفة قائمة فحسب، بل كأمة تتمتع بكل المقومات، مشدّدًا على ارتباط الموارنة بروما. وأعطى الكلام للسفير البابوي وراعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر السابق، المطران منجد الهاشم.

          استهلّ المطران منجد الهاشم كلمته بالإشادة بالدور الفاعل الذي أدّاه البطاركة الموارنة في لبنان، منذ العام 685 م. وحتى يومنا هذا، مشيرًا إلى المكانة المتميّزة التي يحتلّها البطريرك اسطفان الدويهي على كافة الأصعدة، ذلك أنّ حياته وأعماله عبارة عن مسيرة نحو القداسة. وعلى الرّغم من أنّ مؤلّفاته الفذّة ترقى إلى النصف الثاني من القرن السابع عشر، فإن  المسائل التي تناولها آنذاك ما زالت تنطبق على عصرنا اليوم، مثل الحوار ما بين الأديان، والتعايش المشترك، واحترام الاختلاف، وأهمية الثقافة في المجتمع. وختم المطران الهاشم كلمته معربًا عن أمله بأن يُترجم كتاب الدكتور نجيم إلى لغات عدّة كي يتعرّف الناس في العالم على هذه الشخصية وكلّ ما تمثّله من فضائل.

       ثمّ تُرك المنبر للدكتور الياس قطّار الذي استهلّ كلمته بالقول إنّ "البطريرك اسطفان الدويهي ظاهرة فريدة من نوعها في تاريخ البطاركة الموارنة خاصّة وبطاركة الشرق عامّة"، ذلك أنّه جمع في شخصه المتواضع اللاهوت، وتنظيم الليتورجية، والأرشيف، والألحان السريانية. وكان من روّاد الانفتاح على الغرب، ناهيك عن انخراطه في القضايا الاجتماعية. ثمّ تحدّث عن صديقه الدكتور طانيوس نجيم الذي يختزل في شخصه الأدب والفلسفة واللاهوت والتاريخ، قبل أن يحلّل مؤلَّف الكاتب على صعيدَي المضمون والمنهج، متوقّفًا عند دراسة واردة في الكتاب حول العيش المشترك وعند علاقة المطران اسطفان الدويهي باللغة العربية التي شجّع الموارنة على تعلّمها كما شجعهم على فهم الاسلام دينا واحترامه. وختم كلمته معتبرًا أنّ الدكتور نجيم وُفّق في تقديم إضافة جديدة إلى كلّ ما كتب عن البطريرك اسطفان الدويهي.

        أما الدّكتور أنطوان حكيّم فاسبهلَّ كلمته بالإشارة إلى أهمية مؤلَّف الدكتور نجيم الذي هو بمثابة تكريم جديد لشخص المطران اسطفان الدويهي. ثمّ قدّم لمحة وافية عن الكتاب متحدّثًا بإيجاز عن كلّ قسم من الأقسام الثلاثة: فرأى أن القسم الأول يتطرّق إلى نقاط في حياة البطريرك، فيما يقدّم القسم الثاني أمثولات عن العيش المشترك مقتبسة من مسيرة البطريرك، ويشرح القسم الثالث مفهوم المارونية لدى البطريرك. وأعرب الدكتور حكيّم عن تأثّره بالطابع الشخصي والصادق الذي قارب به الكاتب مؤلَّفه، وبالالتزام الحميم والوجودي لديه بالسير على درب البطريرك.

         وختامًا، تُرك المنبر لكاتب المؤلَّف الدكتور طانيوس نجيم الذي تحدّث عن "معلّمه الذي يدين له بالكثير الكثير"، البطريرك اسطفان الدويهي، والذي منه تعلّم أنّ «الصلاة دواء ناجع لأيّ داء، والمحبّة أمضى وقعًا وفعلاً من أيّ سلاح، والعلم ثروة ومنطلق رسالة». وتوجّه المؤلف أخيرًا بجزيل الشكر إلى  إلى المحاضرين وإلى ""الأصدقاء" في الحركة الثقافية-أنطلياس" التي يعتبر أنّ أنشطتها في إطار المهرجان اللبناني للكتاب السنوي هي "تعبير صادق عن الانفتاح والتشجيع على العطاء الثقافي"، وهذا ما يحتاجه دوماً لبنان.