أقامت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" لقاء مع الروائي ألكسندر نجّار حول كتابه "L’Homme de la Providence/Abouna Yaacoub"، أدارتها الدّكتورة تراز الدويهي حاتم.

  الدّكتورة تراز الدويهي حاتم قدّمت نبذة عن مسيرة الروائي ألكسندر نجّار الأدبيّة من الشعر والرواية التاريخية، مرورًا بالمحاولات الفلسفيّة، ووصولاً إلى السّير الذاتية الت ألَّفها عن شخصيات تاريخية كان آخرها كتابه الصادر بالفرنسيّة "رجل العناية الإلهية/الأبونا يعقوب" الذي تناول سيرة حياة الطوباوي أبونا يعقوب الكبّوشي.

      وذكر الروائي ألكسندر نجّار أنّ أسباب تكريسه كتابه الأخير لحياة الأبونا يعقوب الكبّوشي تُعزى إلى أنّ مفهوم القداسة لطالما شغله، إلى جانب إعجابه الكبير بحياة الأبونا يعقوب. ثمّ عرض الروائي حياة الأب يعقوب الكبوشي بمختلف مراحلها ومحطّاتها منذ ولادته في غزير حتى تطويبه قدّيساً إلى جانب القدَّيسين المطوَّبين في الكنيسة الكاثوليكية، متوقّفًا عند البعد الإنسانيّ في شخصيّة الأبونا يعقوب المتجسّد في طيبته ومساعدته الفقراء والمحتاجين ومحبّته الأطفال وجميع الناس من دون تمييز بينهم من جهة، وفي إنجازاته المتعدّدة من جهة أخرى، مثل إنشاء مؤسّسات استشفائيّة أبرزها "مستشفى دير الصليب" و"مستشفى مار يوسف"، فضلاً عن مئتي وخمس عشرة مدرسة أهمّها "مدرسة راهبات الصليب Val Père Jacques"، وتأمين العلم لحوالي ثمانية آلاف تلميذ، إلى جانب تأسيس "جمعيّة راهبات الصليب" التي تشرف على أنشطة المؤسسات التربوية والاستشفائية ودور الرعاية العامة والأديرة، والتي لا تزال حتى اليوم ناشطة في ظل وفائها الكبير لرسالة الأب يعقوب الروحية والوطنية والانسانية. ولم يمثّل المال الضروري لكل هذه المشاريع الموزَّعة على مختلف الأراضي اللبنانية، عائقًا أمام الأبونا يعقوب، الذي يقف نصب تمثاله الكبير على مقربة من شاطئ البحر في مدخل بلدة جل الديب – بقنايا، بل اتّكل في شتّى المواقف على العناية الإلهيّة التي لم تخذله قطّ، فكانت مواقف كثيرة في حياته أشبه بالعجائب. وأشاد ألكسندر نجّار بتضحيات الأبونا يعقوب وعطاءاته ومزاياه الحميدة التي دفعت البابا يوحنا بولس الثاني إلى اعتباره بمكانة القديس دون بوسكو. فقد خدم الأب يعقوب الآخرين غير آبه بنفسه، وكان دوماً صادقًا مع نفسه، وشكّل جسرًا للحوار ما بين المذاهب والأديان، مجسّدًا كلّ الفضائل الجديرة برفع الإنسان إلى منزلة القداسة، وسائرًا على خطى القدّيس فرنسيس الأسّيزي.

     وفي الختام كانت مداخلات من الحضور منها للدكتور أنطوان سيف الذي ذكر بأنه من تلامذة مدرسة أبونا يعقوب وأحد الأساتذة فيها لاحقاً، وكذلك والدتُه التي كانت من تلامذة أول مدرسة للبنات لأبونا يعقوب في جل الديب في أواخر عشرينات القرن الماضي؛ ومداخلة من الرسَّام فيكتور حدَّاد، ابن شقيق أبونا يعقوب، لبعض ذكرياته الشخصية عن عمِّه المطوَّب وشخصيَّته المميَّزة والفريدة.