تكريم أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي

الدكتور موسى وهبه

قدّم التّكريم:الدكتور جمال نعيم

وأدار اللقاء: الدكتور ناصيف القزي

كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" المفكّر اللبنانيالدكتور موسى وهبه، أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية والأكاديمي الرصين والمثقّف المتعمّق بآفاق الفلسفة، ولا سيّما أنّه ترجم إنتاج الكثير من عمالقة الفكر والفلسفة إلى اللغة العربية.

بدايةً رحّب الدكتور ناصيف القزي بالمجتمعين بـ "هذا العلم من أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي،والمثقّف الماركسيّ الذي ولد في بلدة الشيخ طابا في عكار". وتطرّق إلى بعض من سيرة المحتفى به مثل تبوّئه منصب أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة والفلسفة العامة في الجامعة اللبنانية، ونقله أمّهات النصوص الفلسفية من اللغات الأوروبية، وبخاصة الألمانية، إلى العربيَّة التي لطالما اعتبُرت في أوروبا الوسيطة لغةَ فلسفة، وإلى أبحاثه ودراساته الغنية والمتنوّعة، وإنجازاته مثل تأسيسه "نهار الكتب"، ومشاركتِه في تأسيس "الهيئة العربيَّة لحقوق الإنسان"، و"اللقاء الفلسفي في لبنان"، فضلاً عن عضويّته في "لجنة الفلسفة الإستشاريَّة في المنظمة العربيَّة للترجمة". وتحدّث الدكتور القزي أيضًا عن مواقف شخصيّة جمعته بالمحتفى به، وعن شخصيّة هذا الشيوعي المرتد الذي لم يتأثّر قطّ بالعنف الذي ساد في لبنان في فترة الحرب الأهلية ولا بموجات التّمذهب والتّعصّب، ولم يدخل في عبثيّة الحرب، بل وضع دائمًا في صلب أولويّاته كرامة الإنسان الذي هو بحدّ ذاته القيمة الأسمى. ووصفه بأنّه "الرفيق المشاكس والمتسائل دومًا"، المتأثّر أيضاً بالتّيّار الوجودي  وبفكرة اللاانتماء.

وأعربالدكتور جمال نعيمعن شرفه الكبير في التكلّم على أستاذه  موسى وهبه أمامه وأمام جمع من الحضور، وتطرّق إلى محاور ثلاثة هي مشروع وهبه الفلسفيّ وهموم راودته طوال عقود خلت وعدم خوضه حتى الآن غمار تأليف كتب فلسفية. فقد كان لوهبه مشروع أساسي هو العمل على التعبير عن القول الفلسفي باللغة العربية. من هنا انكبابه على الترجمة وترك التأليف جانبًا، معتبرًا أنّ المترجم هو الفيلسوف الوحيد بالعربيّة. وقد عمل موسى وهبه على ابتداع لغة جديدة في داخل اللغة العربية، وهي اللغة الفلسفية، علمًا أنّ مشروعه كان يتعلّق بالمستقبل أكثر منه بالحاضر. فأتت ترجماته لمؤلّفات كانط وهايدغر وهوسرل قراءة جديدة لمآثرهم أسهمت في إغناء اللغة الفلسفية العربية، لأنّه ولّد مصطلحات جديدة، لا بل مفاهيم جديدة متأقلمة مع العالم العربي، فأصبح بدوره فيلسوفًا يملك مشروعًا فلسفيًّا يقارب الفلسفة على أنها طريقة معينة في التفكير، عوضًا عن اعتبارها خبرًا عن العالم.

 

وتُرك المنبر أخيرًا للمحتفى به الدكتور موسى وهبه الذي شكر المشاركين في هذه الندوة والحركة الثقافية- أنطلياس" التي منحته هذه البادرة في التكريم، وأهدى كلمة للمجتمعين تختزل التساؤلات التي ترهق عقله والهموم التي تعصف بكيانه، من رغبته في قول الفلسفة باللغة العربية، إلى زمّ العقل وازدراء الميتافيزيقيا.

 

وكانت شهادات بالمحتفى به من الدكتورة إلهام منصور والدّكتور علي حميّة والدكتور أنطوان سيف والدكتور وليد الخوري والدكتور فوزي ذبيان.

 

وفي الختام قدّم أمين عام الحركة، الدكتور عصام خليفة، شعار الحركة إلى المحتفى به ونسخة عن "النصّ الأصليّ لعاميّة أنطلياس الشهيرة، عاميّة 1840.