الوجبات اليومية وعلاقتها بجهاز المناعة

لقاء مع الطبيب ميشال حتّي

الخميس 8 آذار 2018

          امتلأت صالة مسرح الأخوين رحباني منذ الصباح الباكر. لم ينتظر التلامذة طويلاً قدوم الطبيب المحاضر الدكتور ميشال حتّي المتخصص بطبّ الأطفال في مستشفى جبل لبنان. لم أتوقّع مجيء هذا العدد من التلامذة (مدرسة مار يوسف عينطورة، مدرسة سيدة لورد انطلياس، مدرسة سيدة جبل الكرمل ومدرسة الصلاحية الأيوبية) وفوجئت باهتمامهم بموضوع الغذاء الصحّي.

          بدأ الدكتور حتّي محاضرته بالكلام عن الأوعية التي تَحْفَظْ الطعام والسوائل فحذّر الجميع من مخاطر الحرارة على الأواني البلاستيكية. إذ أن الأوعية البلاستيكية تَرْشَحُ مواداً سامة ومسرطنة حين تتعرّض للحرارة. كلّ حاويةٍ بلاستيكية عليها رمزٌ أو مثلّث يتصدّره عددٌ ومن الأفضل استعمال الحاوية التي يتصدّرُ مثلّثها العدد 5 أو العدد 2. أمّا الأرقام 3-6 و 7 فيجب تجنبّها ووضع الوجبات في أواني زجاجية.

          ثمّ تتطرّق المحاضر إلى السموم التي نتناولها يوماً بعد يوم دون أن ندري ومن أهمها السكّر والحلويات الدّسمة والطحين الأبيض والمأكولات التي تحتوي على الـ omega 6كالدجاج المغذّى بالهرمونات في المزارع ولحوم الأغنام والأبقار التي تتغذّى بالعلف ولا تخرج الى المراعي حيث العشب الأخضر النديّ. اما بالنسبة للمبيدات المستعملة لدى المزارعين لرشّ الخضار والفاكهة فعلينا تجنّب ضرَرَها بتقشير الفاكهة وغسل الخضار بالماء المالحة أو بالماء والصابون البلدي. وعلينا ان ننبّه أولادنا ومعارفنا على خطورة مادة الـM.S.G.أي أحادي سوديوم الغلوتامات (Glutamat) الموجودة في أكياس البطاطا المتداولة في المحلاّت ولدى بعض المطاعم حيث تُرشّ كميات منها داخل السندويشات وعلى اللحوم لتطييب مذاقها. وقد وصفَ الباحث John Erbهذه
المادة بـ the slow poisoning of Americaإذ أنها تملك مفعولاً ادمانياً يجعل مستهلكيها يُكثرون من الأطعمة التي تحتويها ويُدمنون عليها فيُعانون من البدانة. وضعَ ضيفُنا الزيوت المهدرجة بمصافِ السموم ونصحَ جمهورَه باستعمال زيت الـ Canolaلأنه الوحيد الذي يحافظُ على نسبةٍ مرتفعة من الـ Omega 3.

          وقبل أن يُنهيَ موضوع السموم في وجباتنا اليومية ردّد على مسامعنا انها تُحفّز إفراز المواد الالتهابية وتَكاثُرَ خلايا النسيج الدهني وتُضعضعُ جِهازَ المناعةِ فُتساعدُ على تَكاثرِ الخلايا السرطانية.

          وصل الدكتور حتّي أخيراً إلى ما كنّا ننتظره جميعاً أي إلى الأدوية الغذائية التي تُنقّي الجسم من السموم وتُحفّز جهاز المناعة على محاربة الأمراض والفيروسات وتدمير الخلايا السرطانية وهي:

     1-            الاوميغا 3 الموجودة خاصة في الأسماك الغير مجلّدة وفي بذر الكتان المطحون.

     2-            الشاي الأخضر.

     3-            الكركم والزعفران الهندي.

     4-            الزنجبيل.

     5-            اللبن وهو يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على توازن جهاز المناعة.

     6-            الثوم والبصل وبخاصة البصل الأخضر.

     7-            الفريز واشباهه وبخاصة توت العلّيق.

     8-            البروكولي والقرنبيط المسلوق على البخار بدون غلي.

     9-            الملفوف على أنواعه.

10-     الخضار والفاكهة الغنيّة بالكاروتين وذات الألوان القويّة. (الجزر، الشمندر، اللقطين، البندورة
والمشمش إلخ...)

11-            البطاطا الحلوة.

12-            الحمضيات على أنواعها لأنها تحتوي على مواد مضادة للالتهاب.

13-            البهارات والأعشاب وبخاصة الزعتر والنعناع والحبق والمردكوش واكليل الجبل.

وبعد أن نَصحَنا ضيفُنا بتجنّبِ الـ Microwaveفي تسخين الطعام وحَثَّنا على المضغِ جيداً خلال تناولنا وجباتنا اليومية، أنهى محاضرته بإعطائنا الوصفة العجيبة التي اكتشفها الباحث Richard Beliveauوهي عبارة عن كوكتيل مضاد للسرطان مؤلّف من: بروكولي وكركم مع فلفل أسود، سبانخ وبصل أخضر، زيت زيتون مع ثوم، فول أخضر وملفوف، توت علّيق وشاي أخضر.

ثمّ أَشاد بكلمة ميخائيل نعيمة في كتاب مرداد: "إن كلمة تتحرّك بها شفاهكم لا بدّ أن تلجَ أُذنَ إنسان من الناس. لا تسألوا أُذنَ من هي بل اهتمّوا للكلمة كيما تكون رسولاً حقاً من رسل الحريّة الحقّة".

                                                                                      هدى رزق حنّا

___________________________________