تكريم أعلام الثّقافة في لبنان والعالم العربي

الأستاذ ابراهيم بيضون

 

كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" الأستاذ "ابراهيم بيضون".

قام  الدكتور "جوزيف لبكي" بتقديم المكرّم وأدارت اللقاء الدكتورة "جولييت الراسي" أمام حشد غفير من الأصدقاء والقادرين ومنهم معالي وزير التربيّة الدكتور "حسن منيمنة".

 

images//bf2011/tikrim-ibrahim-baydounweb.jpg

كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" الأستاذ "ابراهيم بيضون"، ابن "بنت جبيل"، هذا المثقّف، و الأستاذ، والمؤرّخ، والكاتب. وقال الدكتور "جوزيف لبكي" إنّ الحركة بتكريمها  الأستاذ "بيضون" تكرّم هذا المؤرّخ الموضوعي، والمعطاء، والمثقّف العالمي المرتبط بهموم أرضه وشعبه. عرف كيف يتألّق في كلّ منصب يتبوؤه. سواء أكان أستاذًا أو رئيسًا للجامعة، فهمّه الأوّل والأخير يتمثّل بإغناء الثقافة العربيّة، وتاريخها.

وتحدّثت الدكتورة "جولييت الراسي" عن المكرّم قائلة إنّه من أعلام ثقافتنا العربيّة، فهو مؤرّخ موسوعيّ، ومرجع في دراسة التاريخ العربي والإسلاميّ. حاز دكتوراه من جامعة غرينوبل في فرنسا، بتقدير مشرّف جدًا، ودكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي من جامعة القديس يوسف بتقدير امتياز، ووسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب، فضلاً عن غيرها من الجوائز تقديرًا لعطاءاته الثقافيّة.  وفي جعبة هذا المؤلّف اكثر من 200 مؤلّف بين كتب، ومقالات، وقراءات نقديّة، وترجمات، ومراجعات لبعض الكتب الأجنبيّة.

وشدّدت الدكتورة "جولييت الراسي" على الموضوعيّة التي يتميّز بها هذا المؤرّخ، فهو يعتمد منهجًا علميًا موضوعيًا صرفًا، واضعًا نصب عينيه خدمة التأليف التاريخيّ العلميّ،  ولم يلتزم بالمدرسة التقليديّة، ولا بأيّ مدرسة اخرى، بل اخذ منها ما كان متوافقًا مع "خصوصيّة الحدث التّاريخي الإسلاميّ."

وبعد أن شكرت الدكتورة "جولييت الراسي" الأستاذ "بيضون" على عطاءاته الغزيرة، استلم هذا الأخير الكلام.

وتحدّث الأستاذ "ابراهيم بيضون" عن بداية مساره الطويل مع التاريخ، قائلاً إنّه آثر التأريخ على الشعر على الرغم من منظوماته التي نشرها في مجلة العرفان. وتذكّر تجربته الأولى في البحث، حيث شارك مع الدكتور "سهيل زكار" الأستاذ في جامعة دمشق في كتابه "تاريخ العرب السياسي من فجر الإسلام حتى سقوط بغداد." وعلى الرغم من أنّ المنهاج المعتمد في هذه التجربة لم يكن ما يصبو إليه، إلا أنّه أعاد الكرّة، ولكن منفردًا، فلاقى كتابه "التوّابون" رواجًا شجّع هذا الباحث الناشئ على متابعة مسيرته البحثيّة. وتكلّم أيضًا على الصّعوبات والتعقيدات التي يواجهها المؤرّخ وهو يتناول التاريخ الإسلامي، فهو يقع على التباسات لا تخضع للنقد كأنها في هالة المقدّس. فمصنّفو التارخ الإسلامي وفق قوله، افتقدوا لهامش من الحريّة في زمانهم، ما حال دون التزامهم الحياد والتدقيق في أخبارهم.  لذلك في قراءته للتاريخ الإسلاميّ، لم يذعن للتقليد، بل تصدّى له باحثُا بمنطق الرؤية وليس بمنطق الرواية. وكان على معرفة أنّ نهجه هذا سيستفزّ المتشدّدين في التقليد، ولكنّه خاض هذه المغامرة، متسلحًا بقول "عمر فاخوري" أنّ"الحقيقة ليست مرة كما يشيّع المرجفون، وهي ليست أيضًا حلوة، وإنما هي ذات طعم خاص هو طعم الحقيقة".

وأعرب الأستاذ " بيضون" عن امتنانه "للحركة"، مقدرًا الدور الليبراليّ والوطنيّ والثقافيّ الّذي تكرّست له. وتوجّه بالشكر إلى الدكتور "عصام خليفة"، هذا المناضل النقابي الجريء. ولم يغب عن باله أن يشكر الدكتور "جوزف لبكي" على كلمته الآسرة، وشكر زوجته وعائلته للدعم التي وفرته له، وكلّ من لبّى الدعوة للمشاركة في هذا التكريم.

 

وبعد كلمة الأستاذ "ابراهيم بيضون"، كانت شهادات بالمكرّم به من الحاضرين، وهم على التوالي: الدكتورة "فهميّة شرف الدّين"، والسيّد "هاني فحص"، و الدكتور "زهير هواري"، والدّكتور "مسعود ضاهر"، والدّكتور "الياس القطّار" والدّكتور "عصام خليفة"  . نوّه الأستاذ " ضاهر"  في كلمته المكتوبة بعلاقة الصداقة التي تربطه بهذا "الجار الودود"، هذا "الريفي المتواضع" الذي يذكّر حاضره بقلة نادرة من المؤرخين الذين يجمعون بين نوادر التاريخ وروعة الأدب. واعتبر أنّ "الحركة الثقافيّة" بتكريمها هذا العلم ترسّخ تقليدًا سنويًا أصيلاً.

أمّا الدكتور "زهيرهوراي" فعرض في كلمته المكتوبة لعلاقة الأستاذ المكرّم بطلابه الجامعيّين

وبخاصة أولائك الذين يشرف على أطروحاتهم ورسائلهم الجامعيّة. وأورد أن هذه العلاقة سرعان ما كانت تتحوّل إلى علاقة صداقة، كما حصل معه. صداقة يعتبرها الدّكتور "هوراي"، كنزًا في حياته الشخصيّة والعلميّة، وعونًا قدّم له المساعدة عندما احتاجها. ومنه تعلّم الصبر على الغوص في الروايات التاريخيّة وغربلتها واختيار الأكثر عقلانية بينها، ومنه تعلّم المثابرة على التنقيب والاجتهاد.

 

وفي ختام الاحتفال قدّم أمين عام الحركة، الأستاذ "جورج أبي صالح"، شعار الحركة وصورة عن عاميّة "انطلياس" الشهيرة إلى العلم المكرّم الأستاذ "ابراهيم بيضون".