تكريم أعلام الثّقافة في لبنان والعالم العربي

النقيب انطوان رعد       

المربّية ناديا عون   

 

في يوم المعلّم كرّمت الحركة الثقافيّة- أنطلياس النقيب انطوان رعدوالمربيّة ناديا عون. قام  الدكتور جوزيف أبو نهرا بتقديم المكرّم، والأستاذ انطوان ابو سمرا  بتقديم المكرّمة وأداراللقاء الأستاذ جوزف هيدموس، امام حشد غفير من الأصدقاء والمعلّمين .

images/bf2011/tikrimantraadweb.jpg

 

فاستهلّ الأستاذ هيدموس كلمته متحدّثًا عن رحلة المعلّم الطويلة والشاقة، يحضّر، ويصحّح، ويطالع حتّى ينير العقول المتعطّشة للعلم. وللأسف لا ينال المعلّم حقّه في لبنان. ففي الدول المتقدمة يحتلُ التعليم، وبالتالي المعلم، المرتبةَ الاولى بين المهن، معنوياً ومادياً، أما العلمُ بنظر المسؤولين فهو سلعةٌ تخضعُ للعرضِ والطلب، والتعليمُ بالنسبة لهم فقطاعٌ غيرُ منتجٍ، بمعنى أنّه لا يدرُّ الدولارات على الخزينة، جاهلين أنّ عقولَ الشباب هي الذخيرةُ والمستقبلُ لأي وطن وهي التي تملأُ الخزينة بالدولارات. واستخلص من هذه المقارنة أنّ المعلم يؤدي رسالة ترضي ضميره، لذا يستحقّ التكريم.  وتقديرًا لدور المعلّم، قال الأستاذ هيدموس أنّ الحركة تكرم النقيب انطوان رعد رئيسَ نقابة المعلمين العامة في لبنان من العام 1975 حتى العام 1992 الذي يدافع عن حقوق المعلمين لأكثر من عشرين سنة، والمربية ناديا عون التي امضت ست وأربعين سنة من النضال في قطاع التعليم، و أسست ثانوية فرن الشباك الرسمية للبنات.

وتولّى الدّكتور جوزيف أبو نهرا تقديم النقيب أنطوان رعد، مشيرًا إلى أنه يقدّره لجرأته في الدفاع عن الحقّ، ولسموّ صفاته الخلقيّة. فتحدّث عن مجمل حياة النقيب رعد، منذ دراسته في مدرسة الضيعة، وحيازته شهادة الكفاءة في تدريس اللغة العربيّة وآدابها من كلية التربيّة، والتعليم في مدارس عريقة، وانتخابه نقيبًا للمعلمين، وتأليفه كتبًا مدرسيّة في مادّة اللغة العربيّة وآدابها، ومجموعات شعريّة تنوعت بين الغزل والوطنيّات والسياسة، وشعر الأطفال. وشدد الدكتور أبو نهرا على انّ النقيب رعد أينما عمل، في الحقل النقابي، في التعليم أو في الشعر، لا يمرّ مرور الكرام. بفضل النقيب رعد، افتتح فرع للنقابة في جونية واصبح الأنشط بين مختلف المراكز، فهو يتضمّن لجانًا ثقافيّة وتربويّة وفنّية واجتماعيّة تولّت إعداد مختلف البرامج المفتوحة لغير المعلّمين. وأضاف الدكتور أبو نهرا أن النقيب أنطوان رعد يميّز بوضوح بين الإلتزام النقابي والوطني والإلتزام السياسي، ولم تكن له مواقف سياسيّة داخل النقابة فقد وضع مصلحة كلّ المعلمين، وكرامة الوطن وسيادته فوق كلّ اعتبار، ودافع عن لبنان في المؤتمرات الدوليّة وفي مهرجانات الشعر العربيّة.

 

أما النقيب أنطوان رعد فشكر الحركة الثقافيّة- أنطلياس لتكريمه، وشكر العميد الدكتور جوزف أبو نهرا لما أغدقه عليه من فضائل، خاصّاًعمّه المرحوم الذي وفّر له تعليمًا ملائمًا، وكلّ اساتذته الذين تركوا بصمة في حياته. كما وجّه تحيّة لزملائه الأساتذة، وزملائه في نقابة المعلّمين، الذين وقفوا إلى جانبه، ودعموه. وشكر أيضًا مدينة جونيه التي احتضنته تلميذّا ومعلّمًا، واعتذر إن كان قد أساء إلى أحد في مسيرته التربوية ولاسيّما في بداية عهده في التعليم أثناء فورة الشباب. وتوقفّ عند علامات فارقة في مسيرته النقابيّة ألا وهي  إقامة فرع لمعلّمي المدارس المجانيّة في منطقة النبعة، و الإسهام في إقامة مكتب للمعلّمين يضمّ النقابتَين ورابطة التعليم الرسمي في شتّى المراحل، والكتاب الذي رفعَته نقابة المعلّمين العامّة إلى أحد وزراء التربية، و الإضراب الذي أعلنه معلّمو ليسيه عبد القادر تضامنًا مع معلّمي اللّيسيه الكبرى ونيابة عنهم لأنّ الإدارة أرادت أن تدفعَ رواتبهم. وأضاف أنّه لو عاد بالزمن إلى الوراء، لأعاد الكرّة واختار مهنة التعليم. فالتعليم ليس عملاً يقوم به المعلّم تطوّعًا دون مقابل، بل هو مهنة لها شروطها ومواصفاتها ولها حقوقها وواجباتها، وكلّ مهنة يمارسها المرء بإخلاص وإتقان وكفاءة عاليـة. ودعا إلى اعتماد سياسة تربويّة واضحة كيلا نجد أنفسنا فــي نهاية كلّ سنة دراسيّة مع معدل بطالة متزايد. وختم كلمته معربًا عن سعادته لرؤية طلاّبه يحتلّون المراكز المرموقة، ولكن بالأسى العميق أيضًا لأنّنا لم نحافظ على هذا الوطن، وشدد على أهميّة السعي نحو الحريّة، "دافعوا عن الحريّة بالأظافر والأسنان، فالحريّة مجد لبنان".

وبعد كلمة النقيب أنطوان استلم الأستاذ أنطوان ابو سمرا الكلام، مقدّمًا المحتفى بها المربيّة ناديا عون. فجاء نثره شعرًا احتفى فيه بهذه المربيّة التي ناضلت بصلابة ، وعناد لحرق الجهل وتنمية المعارف والفضائل في عقول الطالبات، فتحضرهنّ لتصبحن أمهات صالحات، يبنين الأوطان. وأضاف أنّ هذه المربيّة لم تألُ جهدًا لتحقيق رسالتها. فحيّاها أيّما تحيّة، معتبرًا أنها شاركت الله في "صنع خلقه".

وشكرت المحتفى بها المربيّة ناديا عون الأستاذ أنطوان ابو سمرا على كلمته، وشكرت الحركة الثقافيّة- أنطلياس لتكريمها، متمنية لها دوام النجاح. وفي كلمتها تحدّثت المربيّة ناديا عون عن مختلف مراحل حياتها، من بداياتها في المدرسة، الى دخولها إلى دار المعلمات عملا بنصيحة السيدة ايلان صعب، وتحضيرها وحدها للبكالوريا، وتسلّمها إدارة ثانوية فرن الشباك للبنات. وتحدّثت عن الانجازات التي حققتها في المدرسة الرسمية بالإشتراك مع المعلمين. ومن أهم الانجازات تدوين طرائق التعليم حتى يستفيد الطلاب، وتوفير جوّ من الأمان، وانشاء مجلس للأهل. وكانت أول من أوجد فحصًا طبيًا في المدرسة الرسميّة للطالبات، وأوّل من عيّن أستاذًا مسؤولاً عن كل ّ مادة تدريس. فضلا عن ذلك، سعت إلى إلغاء عطلة نهار الجمعة وإبدالها بنهار السبت حتى تؤمّن الراحة لأساتذتها.وحذت المدارس الرسميّة بعدذاك حذوها. واهتمّت أيضًا بالتعليم الدينيّ مشددة على أن تثير هذه المادة اهتمام الفتيات المسيحيات والمسلمات على حدّ سواء، حرصًا منها على خصوصيّة طالباتها. ولم يغب عن بالها أن تشكر الأساتذة الذين عملت معهم، وناظرة المدرسة السيدة تريز فارس حسون. وختمت المربيّة ناديا عون كلمتها بسرد قصة ربطتها بالإمام موسى الصدر ونوّهت بوزيرين للتربية هما كمال جنبلاط ونجيب أبو حيدر.

وبعد أن انهت المربية كلمتها، قدّم عدد من الحضور شهادات بالمحتفى بهما مشددين على صفاتهما الحميدة. وفي ختام الاحتفال قدّم أمين عام الحركة، الأستاذ جورج أبي صالح، شعار الحركة وصورة عن عاميّة انطلياس الشهيرة إلى المكرّم النقيب أنطوان رعد، وإلى المربيّة ناديا عون.