تكريم أعلام الثّقافة في لبنان والعالم العربي

الأديب الدكتور جورج شامي

كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" الأديب الدكتور جورج شامي.  وقدّمته الدكتورة إلهام كلاّب البساط  وقام الأستاذ فرنسوا قزيبإدارة اللّقاء.

images/bf2011/georgeschamiweb.jpg

أشاد  الأستاذ فرنسوا قزي بالروائيّ جورج شامي. فهو بمجموعاته القصصيّة والروائيّة يغريك بالصور والألوان والمعاني والأبعاد التي يقدّمها للقارئ، فيربكهم بمواقف أبطاله وسلوكهم وردّات فعلهم. ويجعل هذا الروائيّ الواقعيّ من المكان محور اقاصيصه ورواياته وأحداثه ووقائعه وجغرافيّته وألوانه وصحافته. فالمدينة هي المكان الأرحب عنده، وتشمل موضوعاته الوطن والمدينة والحب والحرب والتهجير والجنس والتقاليد والحرية والأمّ. ويسوق في طيّات كتبه بعض الأقاصيص وهي بمثابة رسائل أو أخبار مسليّة لصحافي يؤرّخ الحدث ويبقيه شاهدًا على زمن مضى. فخطابه السرديّ مثقل بالنعوت والتفاصيل الدقيقة والحوار عنده يجري بشكل تلقائيّ وعفويّ وصريح. وله، فضلا عن مجموعاته القصصيّة، أربع روايات. وخلص بكلمته قائلاً أنّ جورج شامي روائي جريء لا يهادن ولا يلين. وترك الكلمة للدكتورة إلهام كلاّب البساط .

اعترفت الدكتورة إلهام كلاّب البساط  أنّها لا تستطيعتناولقصص وروايات جورج شامي بدون أن تشعر بقلق وحماس ولسع. فلقد كتب مراكمًا حسّه الصحافي الثاقب وتجارب حياته النابضة ومشاهداته الليليّة في بيروت المشعّة. ففي رواياته يؤرّخ لمعاناة ناس، وتحوُّل وطن وطعم حروب، وإشراق عشق. ويسترجع طبقات من الذاكرة والتاريخ والقصص الخاصة والاعتذارات السريّة. فيقع القارئ على ثنائيات التضاد التي تنسج الروايات نافحة فيها قلق الوجود وصعوبة اكتمال المصائر واستحالة المطلق. وألقت الدكتورة إلهام نظرة سريعة على تجلّيات المدينة والمرأة والرجل والصراع والقداسة في رواياته. فهو يختصر ببيروت كلّ المدن والأمكنة، فهي مكان مجازيّ وميتولوجي يختصر الوطن والانتماء ولكنها أيضًا موقع البؤس والعذاب. أمّا المرأة فهي تارة عاشقة وتارة منكسرة يحملها رجل على ظهره. وهذا الرجل هو البطل الذي يصافح الهزيمة، ويتخبّط في الصراع، هذا الصراع الذي يحرّر وحوش المدينة، ويعبث الخراب في كلّ مكان. ولا يغيب عن باله ان يحتفي في رواياته بالقداسة  وبتراب الوطن. ونوّهت بروايته الجديدة مترقبّة أن يتحفها برواية أخرى حين يحتفل بميلاده الثمانين.

والشهادات بالمحتفى به، ألقاها كلّ من النقيب الشاعر أنطوان رعد والرسام الفنّان حسن جوني والعميد الدكتور أنيس مسلّم والدكتور عصام خليفه مشدّدين على خصاله الحميدة، وقيمه الأدبية الروائيّة والوطنيّة.

 وفي الختام كانت كلمة  المكرّم الصحافيّ والروائيّ الدكتور جورج شامي الذي عبّر عن فرحه لتكريمه في رحاب الحركة الثقافية-أنطلياس، فهذه المنطقة بالذات تحتلّ في ذاكرته مكانًا مهمًّا لأنّها موطن طفولته ومراهقته. وتحدّث المكرّم عن بداياته الصحافيّة حيث كانت ترجمة لأسطر خمسة من افتتاحيّة جريدة لوموند المفتاح السحري إلى "مغارة علي بابا" أيّ إلى قبوله في جريدة "النهار". ولم يكن عالم الصحافة غريبًا عنه، لأنّه كان منذ الثانية عشرة من عمره ينجذب إلى الصحف. وكان يستقي رواياته وقصصه من مشاكل الحياة التي حملها في ذاكرته. فتحدّث المكرّم عن المواضيع التي تناولها في رواياته وقصصه من التجاذبات الشخصيّة والإنسانية والمشاعر والأحاسيس المسكونة بالحب والخوف إلى القلق والظلم والنضال....وتناول أيضًا مشواره كصحافي وإعلامي، فعمل في صحيفتي النهار والحياة و في الوكالة الوطنيّة للأنباء ومجلة الأسبوع العربي، كما وأنّه تبوأ منصب مدير كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانيّة. وكان يترك بصماته أينما حلّ. لم يملّ القراءة قطّ، فهو كان يدمن كلّ قصّة يقع ناظره عليها. وختم كلمته قائلاً إنه يحبّ الحقيقة التي قادته إلى حب المسيحيّة التي عمّقت محبته، وهذه المحبّة هي ثروته الوحيدة التي يتقاسمها مع الجميع. وفي كلمته الطويلة التي اختصر بعض صفحاتها، أشار إلى التحوّل الذي يطرأ على معالم الوطن والمجتمع،  وبخاصة قيم الصحافة التي باتت  مع الجسم الصحافيّ أقلّ حرية واستقلالًا مما كانت عليه.

وفي ختام الاحتفال قدّم أمين عام "الحركة"  الأستاذ جورج أبي صالح وأمين السرّ الدكتور أنطوان سيف إلى المحتفى به شعار "الحركة" وصورة عن عاميّة انطلياس الشهيرة.